أندريس إنييستا: أسطورة برشلونة يودع الملاعب برحلة أشبه بحكاية خيالية

في حديث مؤثر خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد لتوديع مسيرته الرياضية، أعرب أندريس إنييستا، نجم برشلونة والمنتخب الإسباني السابق، عن شعوره العميق بالامتنان للحظات الخيالية التي عاشها في مسيرته كلاعب كرة قدم محترف. وأكد إنييستا، الذي قضى سنوات طويلة في صفوف “البلوغرانا”، أنه لم يكن يتخيل يومًا أن لحظة اعتزاله ستأتي، قائلاً: “لقد كانت مسيرتي أشبه بحكاية خيالية، عشت خلالها أجمل اللحظات على المستوى الاحترافي”.

أمام جمهور كبير من محبي برشلونة، وفي حضور أساطير الفريق مثل صديقه وزميله تشافي هيرنانديز، تابع إنييستا حديثه قائلاً: “لم أكن أعتقد أبدًا أن هذا اليوم سيأتي. دموعي اليوم ليست فقط بسبب الحزن على نهاية هذه الرحلة، بل هي دموع تأثر وفرح، لأنني حققت حلمي”.

بدأ إنييستا رحلته في عالم كرة القدم في أكاديمية “لاماسيا”، التي وصفها بأنها غيرته إلى الأبد. وقال: “لاماسيا هي المكان الذي زرع فيّ القيم التي أعيش بها حتى اليوم. القدوم إلى برشلونة بعمر 12 عامًا كان حلمًا، ولم أسمح لأي شيء أن يقف في طريق تحقيق هذا الحلم. كنت في أفضل مكان لتحقيقه”. إنييستا، الذي يُعتبر من أفضل لاعبي خط الوسط في تاريخ كرة القدم، عاش لحظات تاريخية مع برشلونة، حيث كان جزءًا من الجيل الذهبي الذي هيمن على الكرة العالمية في العقد الأخير.

وعلى الصعيد الدولي، أشار إنييستا إلى أن اللعب للمنتخب الإسباني كان حلمه الآخر، قائلاً: “بدأت هذه الرحلة في سن الـ15، ولعبت مع المنتخب عبر جميع الفئات العمرية حتى المستوى الاحترافي. كان شرفًا كبيرًا لي أن أكون جزءًا من الفريق الذي حقق لقبي كأس العالم ويورو”. كما أشاد بالمدربين الذين ساهموا في نجاحه مع المنتخب، مثل لويس أراجونيس، فيسنتي ديل بوسكي، وجولين لوبيتيجي.

تظل ذكرى هدف إنييستا الحاسم في نهائي كأس العالم 2010 محفورة في أذهان الجماهير الإسبانية والعالمية، وقال إنييستا عن تلك اللحظة: “كلنا سجلنا هدف الفوز في كأس العالم. اللاعبون، المشجعون، الجميع شارك في هذا الإنجاز. ولا أنسى سحر داني خاركي (لاعب إسبانيول الراحل)، الذي كان مصدر إلهام لنا في تلك البطولة”.

إلى جانب نجاحاته مع المنتخب، أوضح إنييستا أن لحظاته مع برشلونة كانت لا تُنسى أيضًا، مضيفًا: “عشت مع البارسا أوقاتًا عظيمة، لم يكن الأمر فقط عن اللعب، بل عن التجربة الجماعية واللحظات التي كنا نستمتع فيها كفريق. ارتداء قميص برشلونة واللعب في الفريق الأول كان امتيازًا سيظل في قلبي إلى الأبد”.

في عام 2018، اتخذ إنييستا قرارًا صعبًا بمغادرة برشلونة والانتقال إلى اليابان للعب مع نادي فيسيل كوبي. ووصف هذا القرار بأنه أحد أصعب لحظات حياته، لكنه أكد أنه كان مستعدًا للتحدي. واليوم، وبعد نهاية مسيرته كلاعب، لا يزال إنييستا متشبثًا بعالم كرة القدم، حيث يعمل على التحضير لمسيرته التدريبية عبر الدورات التدريبية في الأندية والأكاديميات، مؤكدًا أنه يطمح لأن يصبح مدربًا في المستقبل.

واختتم إنييستا حديثه برسالة خاصة إلى والدته، التي لم تحظَ بالضوء الإعلامي كما الآخرين، قائلاً: “أريد أن أشكرك، يا أمي، على كل ما قدمته من أجلي. لا أستطيع أن أعبر بما يكفي عن مدى امتناني لتضحياتك. كنتِ دائمًا مصدر الدعم لي، وهذه اللحظة خاصة لنا جميعًا”.